image
imagewidth (px)
269
2.48k
text
stringlengths
3
131
والطابع الظاهر على أخبار عبيد، هو طابع السمر والقصص والأساطير المتأثرة
بالإسرائيليات وأما الشعر الكثير الذي روي على أنه من نظم التبابعة وغيرهم،
وفيه قصائد طويلة، فلا ندري أمن نضمه أم من نظم أشخاص آخرين
قالوها على لسان من زعموا أنهم نظموها، أو إنها أضيفت فيما بعد إلى الكتاب
ونسبت روايتها إلى عبيد?
وأما "وهب بن منيه"، فقد كان من أهل "ذمار"،وكان قاصاً أخبارياً، من الأبناء،
العربية وقد زعم أنه كان ينقل من التوراة ومن كتب بني إسرائيل، وانه كان يقول:
قرأت من كتب الله تعالى اثنين وسيعين كتابا، وانه كان يتقن اليونانية والسريانية والحمرية
سليمان بن داوود، عليهما السلام، فقراه،
وهناك عدد آخر من العلماء، كالأصمعي، و "الشرقي بن القطامي"، وسائر من اشتغل بالأنساب
واللغة والأدب، كان لهم @ فضل كبير في جمع @ أخبار الجاهلية المتصلة بالإسلام، وقد
تولدت من شروحهم و أماليهم وكتبهم ثروة تاريخية قيمة لم ترد في كتب التاريخ
ولكن عرض أسمائهم هنا وذكر بحوثهم ومؤلفاتهم يضطرنا إلى كتابة فصول طويلة
لقد بذل الهمداني مجهوداً يقدر في تأليف كتبه وفي اختيار @ موضوعاته،وسلك في
بحوثه سبيلاَ حسناً بذهابه بنفسه إلى الأماكن الأثارية وبوصفه لها في كتبه، فأعطانا
ولخد أشار "الهمداني" نفسه إليهم وذكرهم بأسمائهم، مثل "أحمد بن الأغر الشهابي من كندة"
و "محمد ابن أحمد الأوساني" و "مسلمة بن يوسف بن مسلمة الحيواني" وغيرهم فهم مثله يستحقون
الثناء والتقدير أيضاً، وهم بطريقتهم هذه في جمع مادة التأريخ يكونون على شاكلة الآثاريين
المحدثين في إدراك أهمية الدراسات الآثار
وقد أثنى الهمداني بصورة خاصة على أستاذ له أخذ منه، فوسمه بأنه "شيخ حمير،
وناسبها، وعلامتها، وحامل سفرها، ووارث ما ادخرته ملوك حمير خزائنها من
والمنبع الذي غرف منه علمه بأحوال الماضين، إلى أن قال: "وكان
بحاثة، قد لقي رجلاً وقرأ زبر حمير القديمة ومساندها الدهرية، فربما
نقل الاسم على لفظ القدمان من حمير، وكانت أسماء فيها ثقل،فخفضها
العرب، وأبدلت فيها الحروف الذلقية، وسمع بها الناس مخففة مبدلة
وقد دُونت في عهود لاّ تعد كثيراً عن الإسلام، ومن الموارد الإسلامية أن الأسماء اليمانية
المدوّنة في كتابات المسند التي يرجع عهدها إلى ما قبل الميلاد، هي أسماء أخذت تقل
في كتابات المسند المدونة بعد الميلاد إلى قبيل الإسلام، وأن أسماء أخرى جديدة أخف
على السمع حلت محل الأسماء المبهمة القديمة وفي هذا التطور،
وقد حملني قول الهمداني إنه اخذ اخبار رجال حمير و كهلان من "سجل خولان القديم
بصعدة"، على مراجعة متن الجزء الأول من الإكليل للوقوف على الأماكن التي اعتمد
فيها على هذا السجل، لأتمكن بها من تكوين رأي عنه، ومن الحصول على فكرة عما جاء
فيه وقد وجدته يصول في موضع منه: "وقرأت في السجل الأول
فدخلت فيها حضرموت الصغرى، وسماكاً، وظالماً، وخباراً، والمشفتر" ووجدته يقول في موضع آخر:
وقد أورد الهمداني في الجزء الثاني من كتابه "الإكليل " جملة تدل على أن "السجل القديم "
وكان "الهمداني"، قد نص في الجزء الأول من "الإكليل" على أن ذلك السجل، هو
سجل "محمد بن أبان الحنفري"، وذلك في أثناء حديثه على بطون "صعدة"،
إذ قال: "فهذه الآن بطونها على ما روى رجال خولان و حمير بصعدة وقد
سكنت بها سنة، فأطلعت على أخبار خولان و أنسابها و رجالها، كما أطلعت
على بطن راحتي،
ويظهر من إشارات "الهمداني" اليه، انه قصد بهذا السجل "السجل القديم"،
و أما السجلات الأخرى، فقد كانت من وضع علماء آخرين من علماء النسب
كانوا بمدينة صعدة، وقد جمعوا أنساب خولان وحمير وقبائل أخرى، و أضافوها
على شكل مشجرات نسب إلى ذلك الديوان فصار مجموعة سجلات واهذا
كان ينبّه "الهمداني" إلى الموارد
وأما ما يذكره "الهمداني" من أن أصل السجل القديم وأساسه جاهلي، فأمر
لا أريد أن أبتّ فيه الآن لا أريد أن أنفيه، ولا أريد أن أثبته
أيضا بل أقف منه موقف المحايد الحذر، لأني لا أجد في المنقول منه
في كتاب "الإكليل" ما يشير إلى جاهلية وأصل جاهلي،
ـ@ فالمشجرات المذكورة هي من هذا النوع المألوف
أن أتبحر فيه وفي أصله ما دمت لا أملك "السجل" نفسه، لا القديم منه ولا الجديد،
أو نصوصاً طويلة أْخذت منه، حتى يسهل عليّ الحكم من قراءتي
وأما "الخنفري"، صاحب السجل، فهو: "محمد بن أبان بن ميمون ابن حريز الخنفري" ولد في ولاية معاوية
بن أبي سفبان في سنة خمسين، وتوفي في سنة خمس وتسعين ومائة، ودفن في رأس "حدبة صعدة" هذا
وتجد في الجزء الثامن من الإكليل مواضع ذكر فيها الهمداني "أبا نصر" أيضاً وقد راجعتها وراجعت
الأماكن التي أشير فيها إليه في الجزء الأول، فتبين لي أن علم "أبي نصر" بتأريخ اليمن القديم هو على
هذا الوجه: إحاطة بأنساب القبائل اليمانية على النحو الني كان شائعاً ومتعارفاً في أيامه
ومسجلاَ في سجلات الأنساب في تلك الأيام
أما فهم النصوص واستنباط معانيها بوجه صحيح دقيق، فأرى أنه لم يكن ذا قدرة
في ذلك، وهو عندي في هذا الباب مثل غيره من قراء الخط الحم!ري ودليلي على ذلك
أن القراءات المنسوبة إليهم هي قراءات لا يمكن أن تكون قراءات لنصوص جاهلية،
وإن تضمنت بعض أسماء يمانية قديمة،
بالرجوع إلى مؤلفات "الهمداني" وغيره من علماء اليمن لدراستها دراسة نقد
عميقة ومقابلة ما ورد فيها من قراءات للنصوص مع قراءات العلماء المحدثين
المتخصصين بالعربيات الجنوبية لتلك النصوص إن كانت أصولها أو صورها موجودة
محفوظة، وعندئذ يمكن الحكم حكماً علمياً سليماً على مقدار علم أولئك العلماء
بلغات اليمن القديمة
كالذي حدث عندنا من تباين الخطوط باختلاف خطوط كتبته، فأدى تباين الخط هذا
هو في وجود خط عمودي في وسط الكأس هو امتداد لرجل الكأس، وذلك في حرف "الحاء"، أما الهاء، فلا يوجد فيه هذا
الخط الذي يقسم باطن الكأس إلى نصفين ويشبه حرف "الخاء" حرف "الهاء" في رسم رأس الكأس، ولكنه يختلف
عنه في القاعدة، إذ ترتكز هذا الرأس على قاعدة ليست خطاً مستقيماً، بل على قاعدة
ومثل التشابه بين حرفي الصاد والسين، فكلاهما على هيئة كأس وضعت وضعاً مقلوباً، بحيث صارت القاعدة التي ترتكز
وجاء "نشوان بن سعيد الحميري" بملاحظات عن "المسند" هي الملاحظات التي أوردها "الهمداني"
لئلا يخلط الكلام وصورة الصفر عندهم كصورة
الألف في العربي وما قلته عن تعدد صور الحرف قبل قليل، ينطبق على ملاحظة
نشوان" أيضاً ويظهر أن قوماً من أهل اليمن بقوا أمداَ في الإسلام وهم يتوارثون
هذا الخط ويكتبون به فقد جاء في بعض الموارد: "والمسند خط حمير، مخالف لخطنا
هذا: كانوا يكتبونه أيام ملكهم فيما بينهم قال أبو حاتم: هو في أيديهم إلى
اليوم باليمن"،
فقد صوّر كل ناسخ تلك الحروف على رغبته وعلى قدرته على محاكاة النقوش، ومن هنا تباينت وتعددت،
فأضاعت علينا الصور الأصلية التي رسمها الهمداني لتلك الحروف أما رأينا في علم علماء اليمن بفهم المسند،
فيمكن تكوينه
إن كانت تلك النصوص الأصلية لا تزال موجودة باقية، أو بمراجعة النصوص المدونة
و مقابلتها بمعرباتها لترى درجة قرب التعريب أو بعده من الأصل وعندئذ نستطيع إبداء حكم على مقدار
تالب ولم يبخل الهمداني عليه، فوهب له أما قال لها: "ترعة بنت بازل بن شرحبيل
بن سار بن أبي شرح يحضب بن الصوار"
و أورد "الهمداني" نصا ذكر إن "أحمد بن أبي الأغر @ الشهابي"، وحده ب "ناعط"، فقرأه،
وأما "بتع"، فقيلة من قبائل همدان، وأما جملة: " لهم الملك قديماً كان"، فهي لا ريب من
قول الشهابي، وليست بعبارة حميرية وليس التعبير - وان فرضنا أنها ترجمة للأصل -
من التعابير المستعملة في الحميرية، التي ترد في الكتابات ولما كنا لا نعرف المتن الأصلي
للنص، يصعب علينا الحكم عليه أكان قريباً من هذا المعنى
ويظهر على كل حال أن قراء المسند "وقد قلت إنهم كانوا يحسنون في أيام
الهمداني قراءة حروف المسند" لم يكونوا عك اطلاع بقواعد الحميرية، ولا
باللسان الحميري، أو الألسنة العربية الجنوبية الأخرى خذ مثلاّ على
ذلك: "بن" وهي حرف جر عند العرب الجنوبيين، وتعني "من" و "عن" بلغتنا
قد أوقعتهم هذه الكلمة في مشكلات خطيرة
فقد تصور القوم عند قراءتهم لها، أفها تعني أبداً "ابناً" على نحو ما يفهم من هذه
الكلمة في لغتنا وفسروها بهذا التفسير ففسروا "بن بتع" أو "بن همدان"
وما شابه ذلك "ابن بتع" أو "ابن همدان"، و المقصود من الجملتين هو "من بتع"
و "من همدان"، وبذلك تغير المعنى تماماً، ومن هنا وقع القوم