image
imagewidth (px)
269
2.48k
text
stringlengths
3
131
الإسلام، ووقوفهم على القرآن الكريم، وتكلمهم باللغة التي نزل بها، وذلك بفضل الإسلام بالطبع
والنص الوحيد الوحيد الذي وردت فيه لفظة "العرب" علماً على العرب جميعاً من
حضر وأعراب، ونعت فيه لسانهم باللسان العربي، هو
القرآن الكريم وقد ذهب "د ه ملر" إلى أن القرآن الكريم
هو الذي خصص الكلمة وجعلها علماً لقومية تشمل كل العرب
وهو يشك في صحة ورود كلمة "عرب" علماً لقومية في الشعر الجاهلي
كالذي ورد في شعر لامرئ القيس، وفي الأخبار المدونة في كتب
الأدب على ألسنة بعض الجاهليين ورأي "ملر" هذا، رأي ضعيف لا
يستند إلى دليل، إذ كيف تعقل مخاطبة القرآن قوماً بهذا المعنى لو
لم يكن لهم علم سابق به? وفي الآيات دلالة واضحة لي أن القوم
كان لهم إدراك لهذا المعنى قبل الإسلام، وانهم كانوا ينعتون لسانهم
باللسان العربي،
ونحن لا نزال نميز الأعراب عن الحضر، ونعتّدهم طبقة خاصة تختلف عن
الحضر، فنطلق عليهم لفظة: "عرب" في معنى بدو وأعراب، أي بالمعنى الأصلي
هم العرب المقيمون على حافات البوادي والأرياف، أي في معنى "عرب
الضاحية" في اصطلاح القدامى ثم تقسم الحضر وتسمّيهم أيضا ب "أهل الطين"
إلى "قارين" @ ، و الواحد "قروني"،وهم المستقرون الذين لهم أماكن ثابتة
وخلاصة ما تقدم إن لفظة "ع رب"، "عرب"، هي بمعنى التبدي و الأعرابية
في كل اللغات السامية، ولم تكن نفهم إلا بهذا المعنى
انهم أهل بادية وان حياتهم حياة أعراب ومن هنا غلبت
عليهم وعلى بلادهم، فصارت علَمية عند أولئك ألأعاجم
لفظة " أي "العربية" بمعنى بلاد العرب
وخلاصة ما تقدم إن لفظة "ع رب"، "عرب"، هي بمعنى التبدي و الأعرابية في كل اللغات السامية، ولم تكن
نفهم إلا بهذا المعنى في أقدم النصوص التاريخية التي وصلت إلينا، وهي النصوص الآشورية وقد عنت بها
هذا ويلاحظ أن عدداً من القبائل العربية الضاربة في الشمال والساكنة في العراق
وفي بلاد الشام، تأثرت بلغة بني إرم، فكتبت بها، كما فعل غيرهم من الناس
الساكنين في هذه اللأرضين، مع انهم لم يكونوا من بني إرم ولهذا حسبوا على بني إرم،
مع أن أصلهم من جنس آخر وفي ضمن هؤلاء قبائل عربية عديدة، ضاع أصلها
ذهب نوح مظفر ضرغام بصحبة رؤوف @ بن لؤي رايق ظافر عطعوط وهلال
خازن عفيف للحج . بدأت @ قوافل الحجيج حاج إثر آخر يلبي . عند @
،@ وصولنا طفنا وسعينا مع شيخ. كان جاري في الخيمة يتكلم وهو نائم بكلمات
،@ لا أفهمها مثل انقض بغـلس له الضابط لزمتك . سألت راجح هل بلغ أصحابنا
ظ ع ك ، ث خ ض، ب س ش، ص غ هـ أننا في الحج. هل تعلم فائدة الكلمات
أية أدلة أخرى غير هذا التشابه اللفظي الذي نلاحظه بين "سرسين" وبين "سارقين"، وهو من قبيل
المصادفة والتلاعب بالألفاظ ولا شك
بتلث الت!سمية القديمة ويستعمل اهل العراق في الوقت الحاضر لفظة اخرى، هي "الشرجية"، أي "الشرقية"،
ويقصدون بها جهة المشرق
هذا وقد عرف العرب ان الروم يسمونهم "ساراقينوس"، فقد ذكر "المسعودي" ان الروم إلى هذا الوقت
ويرى بعض العلماء إن "تاجك" و "تجك" و "تازك"، هي من الأصل المتقدم من أصل لفظة "طيء"3 ولكلمة
تازي في الفارسية معنى "صحراوي"، من "تاز" ، بمعنى الأرض المقفرة الخالية،ولذلك نسب بعض الباحثين
كلمة "تازي" إلى هذا المعنى، فقالوا إنها أطلقت على العرب لما اشتهر عنهم أنهم صحراويون
وبعض هذه التسميات المذكورة، لا يزال حياً مستعملا"، ولكنه لم يبلغ
لفظة "عرب" في الشهرة و الانتشار فقد صارت لفظة "عرب"، علماً
على قومية وجنس معلوم، له موطن معلوم،له موطن معلوم، وله لسان
خاص به يميزه عن سائر الألسنة ، من بعد الميلاد حتى اليوم
وقد وسع الإسلام رقعة بلاد العرب، كما وسع مجال اللغة العربية،
وربّ سائل يقول:لقد كان للعرب قبل الإسلام لغات، مثل المعينية
والسبئية و الحمرية والصفوية والثمودية واللحيانية وأمثالها، اختلفت
فإذا سيكون موقفنا من أصحاب هذه اللغات، أنعدهم عرباً? والجواب إن
هؤلاء، وإن اختلفت لغتهم عن لغتنا وباينت ألسنتهم ألست فإنهم
عرب لحماً ودماً، ولدوا ونشأوا في بلاد العرب، لم يرسوا إليها
من الخارج، ولم يكونوا طارئين عليها من أمة غريبة فهم إذ
عرب مثل غيرهم، و لغات العرب هيّ لغات عربية، وإن اختلفت وتباينت،
وحكمنا هذا ينطبق على النبط أيضا وعلى من كان على شاكلتهم، عدهم
علماء النسب والتاريخ واللغة والأخبار من غير العرب، وأبعدوهم
العرب والعربية،فقد كان أولئك وهؤلاء عرباً أيضاً، مثل عرب
اليمن المذكورين ومثل ثمود والصفويين واللحيانيين،
لهم لهجاتهم الخاصة ؛ وإن تأثروا بالإرمية وكتبوا بها، فقد تكلم
وسترد في بحثنا عن تاريخ الجاهلية أسماء قبائل عربية كثيرة عديدة لا عهد
الشك في أصل بعض القبائل المذكورة في كتب اليهود أو في مؤلفات
الكتبة "الكلاسيكيين" على اعتبار أفها أخطأت في إدخالها
في جماعة العرب
العرب الذين تعارف العلماء الإسلاميون على اعتبارهم عرباً، فمنحوهم
شهادة العروبة، بحسب طريقتهم في تقسيمهم إلى طبقات، وفي
وضعهم في أشجار نسب ومخططات؛ والعرب المجهولين الذين لم
يمنحوا هذه الشهادة بل حرموا منها، ونص على إخراجهم من العرب
كالنبط على ما ذكرت، والعرب المجهولين كل الجهل الذين لم يكن للمسلمين
علم ما بهم،
سئل أحد علماء العربية عن لسان حمير، فقال: ما لسان حمير وأقاصي اليمن
من عروبة غيرهم ممن كان يتكلم بلسان آخر مخالف للساننا، بل عدوهم
من صميم العرب ومن لبّها، ونحن هنا لا نستطيع إن ننكر على الأقوام
أما حدها الغربي، فارض الحضر في بلاد الشام وتدخل في العربية بادية فلسطين و
طور سيناء إلى شواطئ النيل وقد أطلق بعض الكتاب اليونان على الأرضين الواقعة
شرق ال ، أي الخابور اسم كما أدخل "هيرودوتس" أرض طور سيناء إلى شواطئ
نهر النيل في "العربية" أي بلاد العرب
أما الآن، وقد عرفنا لفظة عرب، و كيف تحددت، وتطورت،
أرى لزاماً علينا الدخول في صلب موضوعنا وهو تاريخ العرب،
مبتدئين بمقدمة عن الجاهية وعن المواود التي استقينا منها
أخبارها، ثم بمقدمات عن جزيرة العرب وعن صبيعتها وعن
الساميين وعقليتهم وعن العقلية العربية، تليها بحوث
في أنساب العرب، ثم ندخل بعد ذلك في التاريخ السياسي للعرب
ولما كان الإسلام أعظم حادث نجم على الإطلاق في تاريخ
العرب، أخرجهم من بلادهم إلى بلاد أخرى واسعة فسيحة،
أيام عرفت ب "الجاهلية"، وبداية عهد عرف ب "الإسلام"
الجاهلي"، أو "تأريخ الجاهلية"، وان يذهبوا إلى إن العرب
أميوّن، عبدة أصنام
و "الجاهلية" اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الإسلام، وقد أطلق
على حال قبل الإسلام تمييزا وتفريقاً لها عن الحالة التي صار عليها
الموجودة بعد ظهور أحداث تزلزلها وتتمكن منها، وذلك لتمييزها
أغلب الكتابات الجاهلية التي عثر عليها هي و للأسف في أمور شخصية،
ولذلك انحصرت فوائدها في نواح معينة، في مثل الدراسات اللغوية، وأقلها
النصوص التي تتعرض لحالة العرب للسياسية، أو الأحوال الاجتماعية
أو العلمية @ أو الدينية أو النواحي
بل حتى النصوص العربية الجنوبية التي عثر عليها حتى الآن، عثر
أفادتنا مع ذلك، فائدة كبيرة في تدوين تاريخ العرب الجنوبيين
والكتابات المؤرخة قليلة هذا أمر يؤسف عليه، إذ يكون المؤرخ في حيرة من أمره في
والكتابات المؤرخة بهذه الطريقة، وان كانت أحسن حالاً من الكتابات
أو إنها كانت تتبدل بتبدل الرجال والرأي الغالب هو إنها وضعت في وضع يلائم المواسم وأوقات
قامت فيها الدولة الحميرية -على رأي بعض العلماء- فأخذ الحميريون يؤرخون بهذا
الحادث، و اعتدوه مبدأً لتقويمهم وقد درسه المستشرقون، فوجدوه يقابل